إِنَّ الذِّي تَطلُبُ أَمَامَكَ!
الحمد لله رب العالمين، و صلى الله و سلم على من بعثه رحمة للناس أجمعين، نبينا محمد الأمين، و على آله الطاهرين، و صحبه الطيبين، و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
و بعد، فقد انتصف شهر رمضان، شهر التوبة و الغفران، فانقسم الناس قسمان :
قسمٌ : اغتنموا هذه البركات، سائلين الله المغفرة في الصلوات، راجين منه السعادة و الثبات، و دخول الجنة بعد الممات، و ما هذا إلا بتوفيق رب الأرض و السموات.
و قسمٌ : لا يزالون في الشهوات و الملذات غارقين ، في المعاصي و الملهيات ساهرين، ألهتهم كرةُ المجانين.
ضيّعوا على أنفسهم فرصةً لعلّهم لا يوفقون أن يعيشوها بعد عامهم هذا، فُتحت أبواب الجنان، و أغلقت أبواب النيران، و صفدت الشياطين، لله في هذا الشهر عتقاء من النار، و للصائم دعوة مستجابة كل يوم، خيرات كثيرة أبدلت بملذات الدنيا، نسأل الله السلامة و العافية.
لكن أقول لم يفت الأوان، فإننا مقبلون على العشر الأواخر من هذا الشهر المبارك، فيها ليلة هي خيرٌ من ألف شهر، ليلة مباركة، من حُرمها فقد حرم الخير كله، و لا يُحْرم خيرها إلا محروم، و من اغتنمها فقد اغتنم خيرا كثيرا، فيا من ضيع ما مرَّ من أيام الشهر لا تكن المحروم، تدارك نفسك، و سل الله أن يغفر ذنبك، تسعد يوم تلقى ربك، و يا من كان مغتنما لهذا الشهر، فلتجتهد أكثر في هذه العشر، تفرح بعد يوم الحشر.
يوسف الجزائري
تايم فيور timeviewer تيم فيور timeviewer - meet experts