مِنْ فِقْه الأَذْكَار
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله و صحبه أجمعين .
اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمتنا ، اللهم علِّمنا ما ينفعنا وزدنا علما ، اللهم أعِنَّا على ذكرك وشكرك وحُسن عبادتك ، اللهم أصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين .
وبعد أيها الإخوة الكرام : لقاؤنا هذه الليلة التي نسأل الله عز وجل أن يجعلها ليلةً مباركةً علينا أجمعين عن « فقه الأذكار » أو « شيء من فقه الأذكار » ، ومعلومٌ أن الكلام عن فقه الأذكار بابٌ واسع ومجالاته عديدةٌ ورحبة والكلام عن ذكر الله تبارك وتعالى حبيبٌ إلى القلوب المؤمنة كما أنه حبيبٌ للرحمن سبحانه وتعالى ، وفي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام : ((كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ )) ؛ فالذكر حبيبٌ إلى الله عز وجل والله يحب الذاكرين ، ومجالس الذكر مجالس مباركة ؛ تغشاها الرحمة وتتنزَّل عليها الملائكة وتحفُّ الملائكة أهل تلك المجالس بأجنحتها والله ربّ العالمين يذكرهم فيمن عنده ، كما جاء في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ ، وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ ، وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ ، وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ )) ؛ ومن ذكَر الله ذكره الله عز وجل ، قال الله في القرآن الكريم {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [البقرة:152] وكفى بذلكم دلالة على شرف الذكر ورفيع قدره وعلوِّ منزلته ، وفي الحديث وهو في صحيح البخاري وغيره يقول الله تبارك و تعالى : ((إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي ، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ )) ، وفي الحديث يقول الله تعالى : ((أَنَا مَعَ عَبْدِي مَا ذَكَرَنِي وَتَحَرَّكَتْ بِي شَفَتَاهُ)) .
فالذكر عمل جليل وطاعة عظيمة بل هو مقصود العبادات الدينية ، فالعبادات إنما شرعها الله سبحانه وتعالى لإقامة ذكر الله ، قال الله جل وعلا في شأن الصلاة { وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي } [طه:14] ، فالصلاة شُرعت لإقامة ذكر الله جل وعلا ، وفي شأن الحج يقول عليه الصلاة والسلام : ((إِنَّمَا جُعِلَ الطَّوَافُ وَالسَّعْيُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَرَمْيُ الْجِمَارِ لِإِقَامَةِ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ )) فالذكر هو مقصود العبادات ، وإنما شُرعت العبادات لإقامة ذكر الله سبحانه وتعالى . ولهذا كلما كان حظ العبد من ذكر الله عز وجل في عبادته أعظم كان أجره في عبادته تلك أعظم ، كلما زاد حظ العبد ونصيبه من ذكر الله في عبادته زاد أجره ، ولهذا يتفاوت الناس في العبادات من حيث الأجر بحسب تفاوتهم في الذكر لله جل وعلا في تلك العبادات .
خرَّج الإمام أحمد في مسنده وغيره عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ فَقَالَ أَيُّ الْجِهَادِ أَعْظَمُ أَجْرًا ؟ قَالَ أَكْثَرُهُمْ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ذِكْرًا ، قَالَ فَأَيُّ الصَّائِمِينَ أَعْظَمُ أَجْرًا ؟ قَالَ أَكْثَرُهُمْ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ذِكْرًا ، ثُمَّ ذَكَرَ لَنَا الصَّلَاةَ وَالزَّكَاةَ وَالْحَجَّ وَالصَّدَقَةَ كُلُّ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ أَكْثَرُهُمْ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ذِكْرًا ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ يَا أَبَا حَفْصٍ ذَهَبَ الذَّاكِرُونَ بِكُلِّ خَيْرٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجَلْ
فذكر الله عز وجل منزلته في العبادات الدينية أن العبادات الدينية إنما شُرعت لأجل إقامة ذكر الله عز وجل ؛ ولهذا يحسُن أن يضبط العابد في هذا الباب قاعدة شريفة وعليَّة القدر ألا وهي : أن أعظم الناس أجراً في كل طاعة أكثرهم لله ذكراً فيها ؛ فأعظم الناس أجراً في الصلاة أكثرهم ذكراً لله في صلاتهم ، وأعظم الناس أجراً في الصيام أكثرهم ذكراً لله في صيامهم ، وأعظم الناس أجراً في الحج أكثرهم ذكراً لله في حجهم ، وهكذا قُل في كل الطاعات ، وهذا مما يبين المكانة العلية والمنزلة الرفيعة لذكر الله سبحانه وتعالى ، ولهذا تكاثرت الآيات وتنوعت الدلائل في القرآن والسنة حثاً على الذكر وترغيباً فيه وبياناً لفضله ، وذكراً لثواب أهله عند الله سبحانه وتعالى وتحذيراً من ضده وهو الغفلة ، وبيان الثمار والآثار التي يجنيها الذاكرون في الدنيا والآخرة ، وقد سمعنا في صلاتنا صلاة المغرب قول الله سبحانه وتعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} [الأحزاب:41] وهذه الآية فيها أمر الله لعباده بذكره بالكثرة { اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} هذا أمر للذكر بالكثرة أي : أكثروا من ذكر الله وكونوا من المكثرين من ذكر الله ، ثم ذكر الثواب : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ } فهذا ثواب كثرة الذكر : أن الله سبحانه وتعالى يصلي على الذاكرين ، وصلاة الله على الذاكرين هي ثناؤه جل وعلا عليهم في الملأ الأعلى ((وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ )) فيذكرهم جل وعلا في الملأ الأعلى وهذا شرف وفضل أعظِم به من شرف وفضل ، أن يفوز العبد بذكر الله تبارك وتعالى له وبثنائه سبحانه وتعالى عليه .
وقد جاء في الحديث القدسي المخرَّج في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( قَسَمْتُ الصَّلَاةَ - أي الفاتحة - بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ{ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} قَالَ اللَّهُ تَعَالَى حَمِدَنِي عَبْدِي ، وَإِذَا قَالَ{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }قَالَ اللَّهُ تَعَالَى أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي وَإِذَا قَالَ{ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }قَالَ مَجَّدَنِي عَبْدِي)) ؛ فانظر هذا الذكر من الله سبحانه وتعالى لعبده في الملأ الأعلى ، ((حَمِدَنِي عَبْدِي )) ، ((أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي )) ، ((مَجَّدَنِي عَبْدِي )) ، هذا ذكرٌ من الله سبحانه وتعالى لعبده وثناء عليه في الملأ الأعلى ، قال { هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ } وهذه ثمرة عظيمة من ثمرات صلاة الله سبحانه وتعالى على عبده وأيضاً صلاة الملائكة عليه ، وأنَّ الله سبحانه وتعالى يُخرج العبد من الظلمات إلى النور ؛ بمعنى أنه كلما ازداد ذكراً لله ازداد بُعدا عن الظلمات وازداد حظوةً بالنور . ولهذا الذكر نورٌ للذاكر وضياء لقلبه وبرهان على صلاح نفسه واستقامة قلبه وبراءةٌ له من النفاق ، لأن الله سبحانه وتعالى وصف المنافقين بأنهم لا يذكرون الله إلا قليلا ، ولهذا في السورة التي خُصت لبيان المنافقين وكشف حالهم المعروفة بسورة المنافقون ، في أثناء هذه السورة أمَر الله بالذكر والمحافظة عليه ، قال الله سبحانه وتعالى في أثناء سورة المنافقون {أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} [المنافقون:9] فأشار أهل العلم إلى أن مجيء هذا التوجيه العظيم من الله سبحانه وتعالى في هذا السياق الذي يحذِّر فيه من المنافقين وصفات المنافقين فيه التنبيه إلى أن حال المنافقين أنهم لا يذكرون الله إلا قليلا ، وأن من حافظ على الذكر كان ذلك براءةً له من النفاق . ولهذا لما سُئل علي رضي الله عنه عن قوم ، قيل أهم منافقون ؟ قال : " هؤلاء يذكرون الله والمنافقون لا يذكرون الله إلا قليلا " ؛ فذكر الله عز وجل فيه أمان بإذن الله عز وجل للعبد من النفاق ومن طرائق المنافقين .
ولهذا ينبغي على العبد أن يحرص على ذكر الله تبارك وتعالى بالكثرة ، وإذا حرص على ذلك فاز بثواب الله العظيم وموعوده الكريم الذي أعده الله سبحانه وتعالى للمكثرين من ذكره قال : {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } [الأحزاب:35] ، وكان من الذين أثنى الله عليهم بقوله سبحانه { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } [آل عمران:190-191] .
وسنة النبي عليه الصلاة والسلام تكاثرت فيها الدلائل والشواهد في بيان فضل الذكر وعظيم أجره عند الله سبحانه وتعالى ، وجاء في حديث رواه الترمذي وغيره أن النبي عليه الصلاة والسلام قال : ((أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ - يعني خير لكم من إنفاق الذهب والفضة - وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ ؟ قَالُوا بَلَى ، قَالَ ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى )) وهذا فيه دلاله ظاهرة على شرف الذكر وعظيم مكانته ورفيع منزلته وكثرة ثوابه ، وأنه كما تقدم مقصود العبادات الدينية ، ومنزلة الذكر في العبادات الدينية المنزلة العلية والدرجة الرفيعة ، لأن العبادات إنما شُرعت لأجل إقامة ذكر الله سبحانه وتعالى .
والذكر معاشر الإخوة الكرام عبادة من أعظم العبادات وقربة من أجلِّ القرب ، ونحن نعلم أن العبادات كلها لا يقبلها الله سبحانه وتعالى إلا إذا كانت خالصةً لله مطابقةً لسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ، ولهذا قال أهل العلم: الذكر شأنه شأن كل عبادة مبناه على التوقف والإتباع ؛ فواجبٌ على كل ذاكر أن يقصد بالذكر التقرب إلى الله سبحانه وتعالى وأن يكون الذكر مطابقاً للسنة ، وهذان شرطان لا قبول لأي عمل من الأعمال - أي الذكر وغيره - إلا بهما : الإخلاص للمعبود ، والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم .
فمن أكثَر من الأذكار الشرعية المأثورة ولكنه قصد بإكثاره منها مراءاة الناس وقصد بذلك ثناء الناس وقصد بذلك السمعة فهذا لا يقبل الله منه ذكره ولو كان ذكره تلاوة للقرآن ولو كان ذكره بالكلمات الأربع التي هي أحب الكلام إلى الله ( سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ) لا يقبل الله منه ذلك ، وقد جاء في الحديث أن أول من تُسعَّر بهم النار يوم القيامة ثلاثة وذكر منهم رجل قرأ القرآن ليقال قارئ ، فيقال له يوم القيامة وقد قيل . فذكر الله بتلاوة القرآن ، ذكر الله بالتسبيح والتحميد والتهليل وغير ذلك لا يكون مقبولاً عند الله ولو كثُر وتعدَّد لا يكون مقبولاً عند الله إلا إذا قُصد به وجه الله تعالى ، قال عز وجل {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة:5] ، وقال جل وعلا {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [الزمر:3] ، وفي الحديث القدسي قال الله سبحانه وتعالى ((أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ )) أي يترك العمل للشريك الذي جُعل مع الله ، وإذا تُرك العمل للشريك هل الشريك بيده ثواب؟ هل بيده عطاء ؟ هل بيده أجر ؟ قال : (( تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ )) ، ولهذا جاء في بعض الروايات للحديث قال : ((أَنَا خَيْرُ الشُّرَكَاءِ فَمَنْ عَمِلَ عَمَلًا فَأَشْرَكَ فِيهِ غَيْرِي فَأَنَا بَرِيءٌ مِنْهُ وَهُوَ لِلَّذِي أَشْرَكَ)) يعني يترك العمل للشريك لا يقبل الله منه شيئا ، فالله سبحانه وتعالى لا يقبل العمل إلا إذا قُصد به وجه الله سبحانه وتعالى بحيث لا يبتغي به إلا الله ؛ ولهذا سيأتي معنا أن من آداب الذكر أن يكون دون الجهر بالقول ؛ بمعنى أن يكون مخافتة بين العبد وبين ربه ، يأتي به مخافتة بينه وبين الله سبحانه وتعالى ، ويحرص أن يكون ذكره لله خفياً ويكون بينه وبين الله سبحانه وتعالى يرجو به ثواب الله . أما إذا تصنَّع - والعياذ بالله - الذكر وتظاهر به وراءى به الناس وقصد به محمدة الناس وثناءهم فهذا لا يقبل الله عز وجل منه ذكره لأنه فقَد شرط الإخلاص ، والإخلاص شرطٌ وأساس لا قبول لأي عمل من الأعمال إلا به .
يتبع