قَوَاعِد فَي تَزْكِيَةِ النَّفْس
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادى له ، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ؛ صلى الله وسلَّم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين . اللهم إنا نسألك علماً نافعاً وعملاً صالحاً ، وأن تنفعنا يا ذا الجلال والإكرام بما علَّمتنا وأن تزيدنا علما ، وأن تجعل ما نتعلَّمه حجه لنا لا علينا ، اللهم أصلح لنا شأننا كله ، ما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله .
[ تزكية النفوس ]
وهذا الموضوع ؛ موضوعٌ جليل القدر، عظيم الفائدة ، كبير الأهمية ، تمس الحاجة جداً إلى مذاكرته والعناية به ، والله سبحانه وتعالى يقول : وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس:1-10 ] ؛ تأمل رعاك الله هذا القسَم بهذه الآيات العظيمة والمخلوقات الكبار الدالة على عظمة الله جل وعلا، يُقسم بها عز وجل في أمرٍ جَلَل وعظيمٍ للغاية ، يقسِم جل وعلا بهذه الآيات على أن من زكى نفسه أفلح، ومن دساها خاب و خسر .
ولهذا كان حقيقاً بكل عاقل أن يعمل جاهداً في حياته على تزكية نفسه والبُعد عن تدسيتها ؛ وتدسية النفس : هو طمْرها بالرذائل وغمْرها بالحقارات بحيث تكون نفساً دنيئة ، نفساً رديئة ، نفساً وضيعة ، نفساً منحطة ، فمن كانت نفسه كذلك خاب وخسر عياذاً بالله ، ومن زكى نفسه عمل على السمو بها ، ورفعتها وعلوِّها وشرفها فإنه مفلِح قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ، وأَفْلَحَ : أي تحقق فلاحه. والفلاح أجمع كلمة قيلت في حيازة الخير في الدنيا والآخرة ؛ فمن زكى نفسه حاز الخير في دنياه وأخراه . فتزكية النفس أمر جلل وعظيم للغاية ، وينبغي على كل مسلم أن يُعنى به عناية دقيقة وأن يهتم به اهتماماً بالغا.
والحديث حول هذا الموضوع يطول ، لكنني كما أعلِن سأتحدث عن : بعض القواعد والأصول المهمة في باب تزكية النفس ، وأحسِبُ أنها - إن شاء الله - تُعِين العبد على السداد والقوام وحُسن السير في هذا الباب المبارك ؛ باب تزكيه النفوس .
القاعدة الأولى : أن زكاة النفس بيد الله تعالى عز وجل ، والله عز وجل هو الذي يزكى من يشاء .
فالأمر لله وبيد الله ولا متزكي من الناس إلا من زكَّاه الله ، قال الله تعالى بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ [النساء/49]، وقال تعالى : وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ [النور/21] ، وقال تعالى: وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7) فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [الحجرات:7-8] ، وقال تعالى: يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [الحجرات:17] . والآيات في هذا المعنى كثيرة.
فهذا أصل عظيم في هذا الباب ؛ ألا وهو : أن تزكية النفس وزكاءها بيد الله ، فمن أراد لنفسه أن تزكو وأن تثبُت وأن تستقيم على الزكاة فعليه باللجوء إلى الله ، وطلب ذلك من الله ، وحُسن الإقبال على الله جل وعلا ؛ لأن الأمر بيده عز وجل.
وهذا ينقلنا إلى الأصل الثاني في هذا الباب العظيم ألا وهو : أهمية الدعاء وعظيم مكانته في هذا الباب العظيم وفي كل باب ، والدعاء - كما قال أهل العلم - مفتاح كل خير ، قال بعض السلف : " تأملتُ الخير فإذا هو أبواب كثيرة ؛ الصلاة خير ، والصيام خير، والصدقة خير، وبر الوالدين خير ، وعلمتُ أن ذلك كله بيد الله " أي لا يمكن أن تصلي إلا إذا أعانك الله ، ولا أن تصوم إلا إذا أعانك الله ، ولا أن تبرّ والديك إلا إذا أعانك الله ، كان الصحابة رضي الله عنهم يقولون:
وَاللَّهِ لَوْلَا اللَّهُ مَا اهْتَدَيْنَا وَلَا صُمْنَا وَلَا صَلَّيْنَا
كل ذلكم بيد الله عز وجل ، يقول " فأيقنت أن الدعاء مفتاح كل خير " فكل خيرٍ ترجوه لنفسك وتريده من خيرات الدنيا والآخرة – من الخيرات الدينية والدنيوية - فاطلبه من الله والجأ إلى الله في نيله وتحصيله ، ولهذا جاء في صحيح مسلم من دعائه عليه الصلاة والسلام : (( اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي ، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي ، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي ، وَاجْعَلْ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ ، وَاجْعَلْ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ )) . تأمل!! أصلح لي .. أصلح لي .. أصلح لي . فلا يمكن أن تصلح دنياك ، ولا يمكن أن يصلح دينك ، ولا أن تصلح آخرتك إلا إذا أصلحها الله لك ؛ فصلاح ذلك كله بيد الله ؛ ولهذا جاء أيضا في دعاء الكرب: ((اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ ؛ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ )) فهذا أمرٌ بيد الله .
وفي باب التزكية: صح عن النبي عليه الصلاة والسلام الدعاء في صحيح مسلم من حديث زيد بن أرقم أنه عليه الصلاة والسلام قال في دعاءه : (( اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا ، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا ؛ أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا )) فسأل الله سبحانه وتعالى تزكية النفس ((آت نفسي تقواها )) ، فالنفس لا تؤتى التقوى ولا تؤتى الزكاة إلا إذا آتاها الله سبحانه وتعالى ذلك ومنَّ عليها جل وعلا به ، فهو أمرٌ بيده ، ولهذا فقر العبد إلى الله سبحانه وتعالى فقرٌ ذاتي من كل وجه ؛ كما أن غنى الله سبحانه عن عباده غنىً ذاتي من كل وجه يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15 ) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (16) وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ [فاطر:15-17] ، وقال جل وعلا في الحديث القدسي : ((يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ ، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ ، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ ، يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ ، يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي )) ؛ فالأمر بيد الله عز وجل ، والعبد بحاجةٍ شديدة إلى دعاء مستمر وإلحاحٍ على الله سبحانه وحُسن إقبالٍ على الله عز وجل ؛ راجياً طامعاً راغباً مقبلاً ، والله عز وجل لا يخيِّب عبداً دعاه ، ولا يردُّ مؤمناً ناجاه .قد قال سبحانه : وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة:186] . قال عمر رضي الله عنه: " إني لا أحمل همّ الإجابة ولكن أحمل همّ الدعاء " .
الأمر الثالث من القواعد المهمة في هذا الباب : أن القرآن الكريم كلام رب العالمين هو كتاب التزكية ومنبعها ومعينها ومصدرها ، ومن أراد لنفسه التزكية فليطلبها في كتاب الله ، قد قال الله سبحانه : لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ [آل عمران:164] ، فهو عليه الصلاة والسلام صلى الله عليه وسلم يزكى بتلاوة الآيات ، قال الله تعالى: فَذَكِّرْ بِالْقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ [ق:45] ، قال الله تعالى : إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ [ق:37] ، وقال تعالى : أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ [العنكبوت:51]
قال جل وعلا : إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [الإسراء:9] ، وقال تعالى : وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ [ يونس:57] ، وقال تعالى : وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [الإسراء:82] ، وقال الله تعالى : قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ [فصلت:44] وقال تعالى : قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ [الأنبياء:45]
فالقرآن كتاب التزكية ، وكلما أكرم الله سبحانه وتعالى عبده ومنّ عليه بتلاوة القرآن وتدبر آي القرآن ومجاهدة النفس على العمل بالقرآن نال من التزكية أوفر نصيب ، قال الله تعالى : الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ [البقرة: 121] ، وتلاوة الكتاب حق التلاوة : بالقراءة والحفظ ، وبالفهم والتدبر، وبالعمل بكتاب الله عز وجل . والعمل بالقرآن نفسه يُعدُّ تلاوةً للقرآن، فليست التلاوة مجرد قراءة الحروف دون فهم المعاني ، ولا أيضًا فهم المعاني دون عمل بالقرآن ، قال الحسن البصري رحمه الله : " أُنزل القرآن ليُعمل به فاتخذ الناس قراءته عملا " .
القاعدة الرابعة في هذا الباب العظيم - باب تزكية النفس - : أهمية اتخاذ الأسوة والقدوة في هذا الباب . وقد قال الله تعالى : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا [الأحزاب:21] وسمعنا قول الله سبحانه وتعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [آل عمران:31] ، والنبي هو إمام المتزكين، و قدوة الخلق أجمعين، وسيد ولد أدم ، بعثه الله سبحانه وتعالى للعالمين رحمة ، وجعله للناس قدوة ، وأمر جل وعلا بالائتساء به والإقتداء بهديه لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ، وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحشر:7] .
ولهذا لا سبيل إلى تزكية النفس بغير إتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ، فالتزكية هي الإتباع والإقتداء بالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام والسير على منهاجه القويم ، وكيف يرام الوصول إلى التزكية والقبول بغير ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام !! هذا لا يمكن ؛ فالذي يريد لنفسه التزكية فليطلبها بالإتباع " اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كُفيتم" . قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " إنا نقتدي ولا نبتدي ، ونتَّبع ولا نبتدع، ولن نضل ما تمسكنا بالأثر" ؛ وهذا أمر لابد من التنبه له ؛ لأن الناس لا يزالون في كل زمان تُخترع لهم اختراعات ويُحدَث لهم طرائق، وكثيرٌ منها يُدّعى فيها أنها تزكي النفوس ، وتهذب القلوب ، وتقوِّي الصلة بالله ، إلى غير ذلك مما يقال ، والحق أن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ، والحقُّ أن ما كان من الأعمال ليس على أمر النبي صلى الله عليه وسلم مردود على صاحبه غير مقبولٍ منه ((مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ )) ، ((مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ )) ، ولهذا وجب على الإنسان الناشد والحريص على تزكية نفسه أن يجاهد نفسه على الإتباع والاقتداء والتأسي بالرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ، وليحذر من المحدثات والمخترعات والطرائق المبتدعات التي يدَّعي أربابها أنها تزكي النفوس ، ولا يزال أئمة الضلال يورّطون العوام والجهال بأعمال منكرة وفِعال لا أصل لها في دين الله يدَّعون أنها تزكي النفوس ؛ حتى إن بعضهم يوصى المبتدئ في الهداية والداخل في أول طريقها بالانقطاع عن الجماعات والخلوة في مكان مظلم ، ويملى عليه ذكراً خاصاً وألفاظاً معينةً يرددها يزعم أنها تزكي وتهذِّب وتربي إلى غير ذلك من الدعاوى .
فتزكية النفس إتباعٌ للنبي عليه الصلاة والسلام ، وسيرٌ على منهاجه القويم ، ولزومٌ لصراط الله المستقيم ، وحذرٌ من الانحراف أو الزيغ عن هذا الصراط بأي مسمىً كان وبأي طريقة ادُّعِيت .
يتبع