والناس فى النكاح أو الزواج على ضربين : إما تائق له ومحتاج إليه . وإما
غير تائق .
من يتُوق إليه على فرضين :
إما أن يكون واجداً أهْبته ليس به علة أو مرض تمنعه من الوطء ومستطيعاً
لمؤْنته كالمهر والصداق والنفقة وخلافه . وإما أن يكون قادراً على الوطء
والجماع . ولكنه عاجز عن مؤنته ونفقته .
الأول : يجب عليه الزواج .
أما الثانى : وهو من يتوق إليه ولكنه عاجز عن مُؤَنه من نفقة أومهر أو
مسكن وما إلى ذلك فإن الأوْلى به ألا يتزوج وأن يُلزِم نفسه العفة والعفاف
لعدم قدرته على الوفاء بما فى الزواج من التزامات وما يقتضيه من حقوق
وواجبات إلى أن ييسرالله له أمره ويرزقه الله من نعمته وفضله . يقول
تبارك وتعالى :
( وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ )
فإن خَشِىَ العَنَت وهو خوف الزنا فليكسر شهوته بالصوم . لقول رسول الله
صلى الله عليه وسلم :
( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر
وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) متفق عليه
والباءة فى اللغة : هى الجِماع وهى مأخوذة من المبائة وهى المنزل . فمن
نكح امرأة فقد بوأها منزله .
ومعنى الحديث النبوى الشريف أن من استطاع منكم الوطء والجماع
والقدرة المالية على الزواج فليتزوج . ومن كان عاجزاً عن مؤنته فعليه أن
يستعفف بالصيام إلى أن يغنيه الله من فضله ويتيسر له أمره والصوم
سوف يقيه الذنوب والآثام ويكسر شهوته ويسكنها ويقطع شر مَنِيّه كما
يقطعه الوِجاء .
( الوجاء هو ترضيض الخصية ) .
أما الضرب الثانى : وهو غير التائق إليه . فإما أن يكون عدم توْقه إليه
نتيجةً لزهده فى الزواج أوالنكاح
فتخلى عنه للعبادة . وإما أن يكون نتيجة مرض ألمّ به أو عِلّة أصابته أو
لوجود عيب فى فِطرة خلقه مثل الجب والعنّة فمنعه من القدرة على الوطء
والجماع .
............
والزواج أو النكاح من سنن الأنبياء وهدْى المرسلين . يقول رب العالمين
لنبى الله صلى الله عليه وسلم :
( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً )
فالزواج والمصاهرة آية محكمة وسنة متبعة وأثر مستفيضوبر للقريب
وتقريب للبعيد وتأليف للقلوب
وتشبيك للحقوق وتكثير للعدد فى الولد لنوائب الدهر وحوادث الأمور لا
يرغب من دونه اللبيب ولا
يسارع له إلا الموفق المصيب. وأولى الناس بالله من اتبع أمره وأنفذ حكمه
وأمضى قضاءه ورجا جزاءه.
يقول نبى الله ومصطفاه صل الله عليه وسلم :
(تزوجوا فإنى أكاثر بكم الأمم ) . رواه ابن ماجة
فمن آيات الله ومعجزاته أن خلق الله لنا المرأة فخلق أمنا حواء من سيدنا
آدم عليهما السلام وأنشأ بينهما الألفة والمودة والرحمة وشرَع سبحانه
التزاوج بين الذكر والأنثى وجعل من مقاصد هذا الزواج الشهوة واللذة لكى
يستمتع الزوج بالزوجة وتستمتع الزوجة بالزوج وتدوم السكنى والعشرة .
تايم فيور timeviewer تيم فيور timeviewer - meet experts