فهو يردد عليها الخطاب بذلك ليسمعه من ربه يوم لقائه ، فينصبغ القلب بين يدي إلهه ومعبوده الحق
بصبغة العبودية ، فتصير العبودية صفة له وذوقًا لا تكلفًا ، فيأتي بها توددًا وتحببًا وتقربًا ، كما يأتي
المحب المتيم في محبة محبوبه بخدمته وقضاء أشغاله . فكلما عرض له أمر من ربه أو نهي أحس
من قلبه ناطقًا ينطق:
" لبَّيْك وسعديك، إني سامع مطيع ممتثل ، ولك علي المنَّة في ذلك ، والحمد فيه عائد إليك ".
وإذا أصابه قَدرٌ وجد من قلبه ناطقًا يقول: " أنا عبدك ومسكينك وفقير، وأنا عبدك الفقير العاجز الضعيف المسكين ، وأنت ربي العزيز الرحيم ، لا
صبر لي إن لم تصبرني ، ولا قوة لي إن لم تحملني وتقوني ، لا ملجأ لي منك إلا إليك ، ولا مستعان
لي إلا بـــــــــــــــك ، ولا انصراف لي عن بابك ، ولا مذهب لي عنك".
فينطرح بمجموعه بين يديه ، ويعتمد بكليته عليه ، فإن أصابه بما يكره قال : رحمة أهدِيَتْ إلي ، ودواء نافع من طبيب مشفق ، وإن صرف عنه ما يحب قال : شرًا صرف عني :
وَكَمْ رُمْتُ أَمْرًا خِرْتَ لِي في انْصِرَافِهِ ... وَمَا زِلْتَ بي مِنِّى أَبَرَّ وَأَرْحَمَ
فكل ما مسه به من السراء والضراء اهتدى بها طريقًا إليه ، وانفتح له منه باب يدخل منه عليه ، كما قيل :
ما مَسّنِي قدَرٌ بِكُرْهٍ أوْ رِضًا ... إلا اهْتَدَيْتُ بِهِ إلِيْكَ طَرِيقًا أَمْضِ القَضَاءَ عَلَى الرِّضَا مِنِّي بِهِ.. إنّي وجَدْتُكَ في البَلاءِ رَفِيقا
فللَّه هاتيك القلوب وما انطوت عليه من الضمائر ، وماذا أودعته من الكنوز والذخائر ، ولله طيب أسرارها ولا سِيَّما يوم تبلى السرائر .
تالله لقد رفع لها علم عظيم فشمرت له ، واستبان لها صراط مستقيم فاستقامت عليه ، ودعاها ما دون مطلوبها الأعلى فلم تستجب له ، واختارت على ما سواه وآثرت ما لديه .
إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان
جزاكي الله خير الجزاء اختي الكريمة وبارك الله فيكي على هذا الطرح القيم و المفيد جعله الله فى ميزان حسناتكي
سلمت أناملك على هذا الطرح القيم والمفيد ربي يعطيك الف عافية بانتظار جديدك بكل شوق لك ودي ووردي
¸.•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸.•