:: الأمور المنهي عنها في المجالس ::
1- الغيبة :
وهي ذكر أخاك الغائب بما يكره وقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة رضي الله عنهم فقال :
( أتدرون ما الغيبة؟ ذكرك أخاك بما يكره . فإن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه فقد بهته (أي كذبت عليه) )
رواه مسلم .
ولما عرج به صلى الله عليه وسلم قال :
( مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم ، وصدورهم ، فقلت من هؤلاء يا جبريل؟ فقال هؤلاء الذي يأكلون لحوم الناس ، ويقعون في أعراضهم )
رواه أحمد .
هذا في القبر ، أما في الدنيا فيقول صلى الله عليه وسلم :
( لا تغتابوا المسلمين ، ولا تتبعوا عوراتهم ، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته )
رواه أحمد وابوداود .
فإن عبت قوما بالذي فيك مثله ** فكيف يعيب الناس من هو أعور
وإن عبت قوما بالذي ليس فيهم ** فـــذلك عند الله والنــــاس أكبر
والمستمع للغيبة شريك فيها إلا أن ينكر بلسانه أو قلبه ، وإلا قطع الكلام ، وإن منع المغتاب ، و دافع عن الغئب كان حقا على الله أن يعتقه من النار : ففي الحديث :
( من ذب عن عرض أخيه بالغيبة كان حقا على الله أن يعتقه من النار )
رواه أحمد .
كفارتها ما قاله مجاهد رحمه الله إذا أكلت لحم أخيك فعليك أن تثني عليه وتدعوا له بالخير ، وإن كان قد مات .
2- لا تكن نماما :
قال صلى الله عليه وسلم :
( أتدرون ما العضة ؟ (الكذب والبهتان) نقل الحديث من بعض الناس إلى البعض ليفسدوا بينهما )
رواه البخاري في الأدب المفرد .
وهو الذي يفسد في ساعة مالا يفسده الساحر في شهر.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لا يدخل الجنة نمام )
رواه مسلم .
إن اللسان صغير جرمه وله ** جرم عظيم كما قد قيل في المثل
فلا تصدق نماماً وتظن بمن نُم به وانهى النمام وابغضه إن لم ينزجر .
3- إياك والسب واللعن :
يقول صلى الله عليه وسلم :
( المستبان شيطانان يتهاتران (يتقابحان) ويتكاذبان )
رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد .
( ليس المؤمن بالطعان ولااللعان ، ولا الفاحش البذيء )
رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد
فاحفظ لسانك من السب وإن سبك رجل بما يعلم منك فلا تسبه بما تعلم منه فيكون أجر ذلك لك و وباله عليه .
أحب مكـــارم الأخــــلاق جهدي ** وأكـــره أن أعيــب وأن أعابا
وأصفح عن سباب الناس حلما ** وشر الناس من يهوى السبابا
وقال الشافعي رحمه الله :
إذا سبني نذل تزايـــــدات رفعة ** وما العيب إلا أن أكون مساببه
ولو لم تكن نفسي علي عزيزة ** لمكنتهــــا من كل نذل تحــــاربه
وإذا جلست مجلس كثر فيه السب فخير لك أن تقوم ، فقد جاء رجل فسب أبا بكر رضي الله عنه فسكت ثم سبه ، فرد عليه أبو بكر رضي الله عنه فقال صلى الله عليه وسلم :
( نزل ملك من السماء فكذبه بما قال لك ، فلما انتصرت وقع الشيطان ، فلم أكن أجلس إذا وقع الشيطان )
رواه أبوداود .
4- حذاري من القذف :
قال تعالى :
( إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لُعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذابٌ عظيمٌ )
(النور : 23) .
فكم سمعنا من يذكر عرض فلان وفلانة وهما بريئان ، وهذا داء خطير قال صلى الله عليه وسلم :
( إن من أربا الربا الاستطالة (الوقوع) في عرض المسلم بغير حق )
رواه أحمد وأبوداود .
وكثيراً ما نسمع من يقول لصاحبه ، يا ابن الزانية ، حتى وصل به الأمر أن يقع في عرض ابن عمه وأخيه ولله در القائل :
لا تكلمن عرض ابن عمك ظالماً ** فإذا فعلت فعرضك مكلوم
وحريمه أيضـــاً حريمك فأحمـــه ** كيلا يباع لديـك منه حريم
5- اللمز والهمز والتنابز :
قال تعالى :
( ويل لكل همزة لمزة )
فإياك أخي أن تلمز أخاك باللسان أو أن تهمزه بالعين ، والشدق واليدين ، فلا يحق لمؤمن أن يسخر من أخيه المؤمن ، وقد دلت الآيات على حرمة السخرية ، ثم اللمز ، ثم التنابز ، قال تعالى :
( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون )
الحجرات 11
قال أبو جبيرة ابن الضحاك :
فينا نزلت في بني سلمة :
( ولا تنابزوا بالألقاب )
قال : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، وليس فينا رجل إلا وله أسمان ، أو ثلاثة ، فكان إذا دعي أحد منهم بأسم من تلك الأسماء ، قالوا : يا رسول الله إنه يغضب من هذا ، فنزلت :
( ولا تنابزوا بالألقاب )
6- إياك والطعن بالأنساب ، والفخر بالأحساب :
ابتعد عن التفاخر بالحسب ، وإياك والطعن في النسب فهذه عادة جاهلية ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ثلاثة من الجاهلية : الفخر بالأحساب ، والطعن بالأنساب ، والنياحة )
رواه الطبراني .
وقال صلى الله عليه وسلم :
( كلكم بنوا آدم ، وآدم خلق من تراب ، لينتهين قوم يفتخرون بآبائهم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان ) ..
( الحشرة التي تدفع البراز)
الناس من جهة التمثال أكفــاء ** أبوهــــم آدم والأم حــــواء
فإن يكن لهم في أصلهم شرف ** يفاخرون به فالطين والماء
ما الفخر إلا لأهل العلـــم أنهم ** على الهدى لمن استهدى ادلاء
7- إياك والجدال والمراء :
وهو الطعن في كلام الغير لاظهار خلل فيه بغرض التحقير ، والعلو وافحام الغير بتعجيزه ، قال صلى الله عليه وسلم :
( أنا زعيم بيت في ربض الجنة (جوانبها وأطرافها) لمن ترك المراء وإن كان محقاً )
رواه أبوداود .
قال بلال ابن سعد :
إذا رأيت الرجل لجوجاً ممارياً معجباً برأيه فقد تمت خسارته.
واحذر مجــــادلة الرجـــــال فإنهــا ** تدعوا إلى الشحناء والشنان
وإذا اضطررت إلى الجدال ولم تجد ** لك مهرباً , وتلاقت الصفــان
فاجعل كتـــاب الله درعــاً سابقاً ** والشرع سيفك وابدأ في الميدان
والسنــــة البيضــــاء دونك جنة ** واركب جواد العزم في الجولان
8- إياك والكذب والإشاعة :
قال صلى الله عليه وسلم :
( إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً )
رواه أحمد ومسلم .
عود لسانك قول الصدق تحظ به ** إن اللسان لما عودته معتاداً
إياك ومجالسة الكذاب :
واختر صديقك الصطفيه تفاخرا ** إن القرين إلى المقارن ينسب
ودع الكذوب ولا يكن لك صاحبا ** إن الكذوب لبئس خلاً يصحب
احذر كلمة :
( يقولون ) ، فإنها قد تجرك إلى الإثم ، وقال صلى الله عليه وسلم :
( بئس مطية الرجل زعموا )
رواه البخاري في الأدب المفرد .
فلا تنقل الكلام بل استوثق منه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( كفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع )
رواه أبوداود .
الصمت زين والسكوت سلامة ** فــإذا نطقت فلا تكن مكثــارا
ما إن ندمت على سكوتي مرة ** ولقد ندمت على الكلام مرارا
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :
إن الشيطان ليتمثل بصورة الرجل ، فيأتي القوم فيحدثهم بالحديث ، فيتفرقون فيقول الرجل منهم سمعت رجل أعرف وجهه ، ولا أدري ما أسمه يحدث .
رواه مسلم
9- لا تجالس الخمارة :
لا شك أن الخمر من الأشياء المحرمة بل هي أم الخبائث وأكبر الكبائر ولقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الجلوس في مجلس به خمر . قال صلى الله عليه وسلم :
( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر )
رواه الترمذي .
قال المناوي رحمه الله :
(لأنه يشاركهم في المعصية )
لذا على صاحب الديوانية أن يطرد كل من يشرب الخمر داخل الديوانية أو خارجها ثم يأتي إليها وعلى الجالسين ألا يجالسوه وإلا خرجوا من الديوانية .
والمرء يخبث بالأشرار يألفهم ** ولو غدا حسن الأخلاق والسير
10- الدخان ، والشيشة ، النار جيلة ، المعسل ، الجراك :
قبل الحديث أسوق لك ما قيل عنهم لدى الأطباء وفيما يلحقهم من ضرر :
1- ضيق التنفس .
2- ضعف حاسة الشم والذوق .
3- زيادة نبضات القلب .
4- سرطان الرئة .
5- يفتر الأعصاب .
6- المزاج العصبي .
7- قرحة المعدة وتصلب الشرايين .
8- ضعف القدرة الجنسية .
9- الصداع والدوران .
وعلى ضوء ذلك أفتى العلماء أمثال الشيخ بن باز وبن عثيمين حفظهم الله على حرمة هذه الأشياء للدلالة التالية :
قال تعالى :
( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة )
( ولا تقتلوا أنفسكم )
وقال أيضاً واصف النبي صلى الله عليه وسلم :
( يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث )
ويقول صلى الله عليه وسلم :
( لا ضرر ولا ضرار )
وصرف المال على غير فائدة ، وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن أضاعة المال .
وكم في الدخان معايب ومكاره ** دلت نتائجها على الإنكـــــــــــار
عمت بليته البرية كــــــــلهـــا ** حتى غدا الجمهور تحت حصاره
وعيوبه بين الأنام كثــــــــيرة ** معلومة لكباره وصغــــــــــــــاره
فإن انتهيت وما أظنــك تنتهي ** ورغبت عنه نجـوت من أضراره
كم من نقــود يا فتى وملابس ** أتلفتها بشرائه وشـــــــــــــــراره
وعلى صاحب الديوانية والحاضرين أن ينهو من يدخنون داخل الديوانية وينصحوهم .
كصاحب الكير إن يسلم مجالسه ** من نتنه لم يوق الحرق الشرر
تايم فيور timeviewer تيم فيور timeviewer - meet experts