لأن أستنقذ رجلاً من المسلمين من أيدي الكفار أحب إلي من جزيرة العرب
سيقول بعض الناس تفوق اليهود معنوياً حيث افتدوا واحداً منهم بأكثر من ألف ويقول البعض بل انتصر المسلمون في هذه المبادلة فحرروا هذا العدد الكبير ، وبغضّ النظر عن هذه المناظرة وبانتظار التنفيذ لابد أن نتذكر كلام علمائنا في حكم استنقاذ أسرى المسلمين ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية : فكاك الأسارى من أعظم الواجبات، وبذل المال الموقوف وغيره في ذلك من أعظم القربات ، وقال ابن العربي : فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما حل بالخلق في تركهم إخوانهم في أسر العدو, وبأيديهم خزائن الأموال وفضول الأحوال والعدة والعدد, والقوة والجَلَد ، وقال ابن جُزي : "يجب استنقاذهم من يد الكفار بالقتال" ، فإن عجز المسلمون عنه وجب عليهم الفداء بالمال، فيجب على الغني فداء نفسه، وعلى الإمام فداء الفقراء من بيت المال، فما نقص تعيَّن في جميع أموال المسلمين ولو أتى عليها ،وجاء من كلام عمر رضي الله عنه (لأن أستنقذ رجلاً من المسلمين من أيدي الكفار أحب إلي من جزيرة العرب).
ولذلك لم يقض سليمان عليه السلام في شأن الهدهد قضاء نهائياً قبل أن يسمع منه، ويتبين عذره، ومن ثم تبرز سمة النبي العادل: أو ليأتيني بسلطان مبين أي حجة قوية توضح عذره، وتنفي المؤاخذة عنه. قال السعدي: "وهذا من كمال ورعه وإنصافه أنه لم يقسم على مجرد عقوبته بالعذاب أو القتل لأن ذلك لا يكون إلا من ذنب، وغيبته قد تحتمل أنها لعذر واضح فلذلك استثناه لورعه وفطنته" .
قدّم مدير قناة نسمة التلفزيونية التونسية اعتذاره إلى الشعب التونسي المسلم عن عرض فيلم كرتوني يسيء إلى ذات الله عزّ وجلّ ، وكان الفيلم قد أثار استياء واسعاً في البلاد وحشوداً احتجاجية أمام مقر القناة ورفع دعاوى من محامين ومواطنين ضد القناة وقد تم فتح تحقيق قضائي في الموضوع والشاهد أن المنكر لا يجوز أن يمر بسلام .
جلس أعرابي إلى زيد بن صوحان وهو يحدث أصحابه، وكانت يد زيد قد قطعت في معركة القادسية ، فقال الأعرابي والله إن حديثك ليعجبني، وإن يدك لتريبني ! (يلمح إلى أنها قطعت في السرقة) فقال زيد: وما يريبك من يدي، إنها الشمال؟ فقال الأعرابي: والله ما أدري أليمين يقطعون أم الشمال؟ فقال زيد بن صوحان: صدق الله: الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله .