تشكيك الناس في عبادتهم بعدما خرجوا منها بدليل صحيح على وفق شريعة الإسلام ، والطعن في الشهود الثقات ومحاولة اغتيال فرحة المسلمين بعيدهم هو عمل باطل مردود مخالف للعقل والنقل ، وقد تراءى المسلمون الهلال وأثبت ستة منهم شرعاً رؤيته هذا العام ١٤٣٢ ، والراؤون أكثر من ذلك وممن رآه الثقة المجرَّب صاحب البصر والبصيرة الشيخ عبدالله بن محمد الخضيري أجزل الله مثوبته ، وبالإضافة إلى هذا أعلنت عدة دول وبلدان أخرى العيد يوم الثلاثاء بالرؤية ، فلا مجال بعد ذلك للطعن والتشكيك ، بل إن بعض الفلكيين قد صرّح بإمكان الرؤية ، نسأل الله أن يحفظ المسلمين من الوسواس الخناس من الجِنّة والناس ، والله الهادي إلى سواء السبيل .
وسئـل الشيخ ابن عثيمين : ما حكـم التهنئة بالعيد ؟ وهل لها صيغة معينة ؟ فأجاب :"التهنئة بالعيد جائزة ، وليس لها تهنئة مخصوصة ، بل ما اعتاده الناس فهو جائز ما لم يكن إثماً" اهـ .وقال أيضاً :"التهنئة بالعيد قد وقعت من بعض الصحابة رضي الله عنهم ، وعلى فرض أنها لم تقع فإنها الاۤن من الأمور العادية التي اعتادها الناس ، يهنىء بعضهم بعضاً ببلوغ العيد واستكمال الصوم والقيام" اهـ
بالنسبة للمعانقة يوم العيد فقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى : ما حكـم المصافحة ، والمعانقة والتهنئة بعد صلاة العيد ؟ فأجاب:
"هذه الأشياء لا بأس بها ؛ لأن الناس لا يتخذونها على سبيل التعبد والتقرب إلى الله عز وجل ، وإنما يتخذونها على سبيل العادة ، والإكرام والاحترام ، ومادامت عادة لم يرد الشرع بالنهي عنها فإن الأصل فيها الإباحة" اهـ .
والله إننا كنا في بلاد الإسلام بنعمة لم ندركها إلا عند غربتنا ، والله كم نتمنى صوت المآذن والصلاة في المساجد والأجواء الرحمانية ، هذا ليس شهر المسلسلات والمسابقات ، طوبى لمن استغل رمضان بالعبادة والذكر والتقرب إلى ربه بالدعاء لنفسه ولإخوانه المسلمين الذين يقتلون في سوريا وليبيا والعراق . اللهم أصلح أحوال المسلمين .