وقال ابن العماد - رحمه الله - في «شذرات الذّهب»(3/172): «ويومُ العَنْصَرَة: رابع وعشرين (حُزَيْرَان)[وهو شهرُ (يُونيُو) أو (جوان)] وهو مَوْسِمٌ للنَّصارى مشهورٌ ببلاد الأندلس وفي هذا اليوم ...وُلِدَ يحيى بن زكرياءعليهما السَّلام»اهـ.
* عيد ميلاد المسيح:
ومن أعياد النَّصارى: (عيد ميلاد المسيح)، في الأسبوع الأخير من (ديسمبر) في (24-25) مِنْهُ، وآخرُ يومٍ من (ديسمبر) يُصادِفُ سَابِعَ الميلاد.
قال الحطَّاب في «مواهب الجليل» (6/501): «والميلاد هو اللَّيلةُ الَّتي صبيحَتُهَا الخامس والعشرون من (كانون الأول) [أي:ديسمبر]... ويُسمَّى عيد الميلاد ويَعْنُونَ به ميلاد المسيح» اهـ.
* عيد (ينَّاير) البربري:
ومن الأعياد الخاصَّة بالبربر(الأمازيغ): عيدُ «ينَّاير»، وهو عيدٌ لرأس السَّنة العجميَّة البربريّة، المصادف (12-13 جانفي)، يُحْيُونَ طقوسَهُ وفق طقوس الأجداد، يُعِدُّون لأجله أصنافَ الأطعمة، ومختلفَ المآكل، وتختلفُ طُقُوسُ الاحتفال هذه مِن منطقةٍ لأُخرى.
وللأسف أنَّ كثيرًا من جَهَلَةِ النَّاس يحرصون على المحافظةِ على هذه الطُّقُوس العَجَمِيَّة البربريَّة القديمةِ، فتراهم في ليلة (13) جانفي الّذي يُصادِفُ (1) ينّاير البربري، يَشْتَرُونَ الحلويّات المختلفة الشَّكل والفواكه المُتَنَوِّعة؛ كالتّفاح والأنجاص والبرتقالة والماندرينة والموز «والتْرَازْ» من الجوز واللُّوز والبندق والكاوكاو... وغيرِها.
وتسميةُ خليط المكسّرات بـ(التْرَازْ)، يُشيرُ إلى اليوم (13) وهو ( treize) بالفرنسيَّة، وما فَعَلُوا ذلكَ إلَّا لأجلِ التّبرُّك والتَّيَامُنِ بهذا اليوم الَّذي صادفَ أوّل ينّاير.
ألا فلْيُعلم أنَّ الحفاوةَ بهذا العيدِ هُوَ مِنْ تعظيمِ الكُفْرِ والوثنيَّةِ الّتي كان عليها البربرُ قبلَ الإسلام! فهو عيدُهم لمَّا كانُوا وَثنِيِّين، وبعدَ أن صارُوا مسلمينَ فلَيْسَ لهم من العِيدِ إلَّا ما شَرَعَ الإسلامُ وهو خيرٌ لهم من أعيادهم في جاهليَّتِهم (قَدْ أَبْدَلَهُم اللهُ خَيْرًا منها).
* عِيدُ (العْجُوزَة) ذِكْرَى وَثَنِيَّة:
وليُعْلَمْ - أيضًا - أنّ عيد (ينّاير) البربري لا يزالُ يُصاحبُهُ خرافاتٌ وأساطيرُ بربريَّة وثنيَّة، فمنهم من يَعرِفُهُ بِـ: (عيد العجوزة)، وهي الأسطورة الّتي تحكي عن امرأةٍ عجوز ظُلِمَت فأَبْدَلَتْ الطَّبيعةُ (أو الآلهةُ) حُزْنَهَا سُرُورًا وأيَّامَ ظُلْمَتِها نُورًا...
فكيفَ - أخي المسلم الّذي يعتزُّ بإسلامه - تَحْتَفِي بِعِيدٍ هُوَ في أصلِهِ ذِكْرَى وَثَنِيَّة وخُرافة بربريَّة!
* تَحْذِيرٌ مِنْ سُنَنِ الجَاهِلِيِّين!
ولْتَعْلَم - أخي المسلم الّذي يعتزُّ بإسلامِهِ - أنَّ أعياد الفُرْس، والنَّصارى، والأعَاجِم (البربر)، وغيرهم من أنواع الكفَّار، جميعُها: من (سُنَنِ الجاهليَّةِ) الَّتي نُهِينا عنها، وقد تَسَرَّبَتْ إلى المسلمين (ولا حول ولا قوَّة إلَّا بالله) بحُكْمِ المخالطة والتَّأثُّر.
ولْتَعْلَمْ أنَّ من احتفل بالنَّيروز، أو بأحدِ هذه (النَّيروزات)، فقد شَارَكَ (المجوسيَّةَ) و(الوثنِيَّةَ) و(أُمَمَ العَجَمِ) في تعظيم عيدهم أو أعيادهم(الجاهليَّة)، فلْيَتُبْ إلى الله مِنْ هذه الوَرْطَة الَّتي وقع فيها، ولْيَعْلَم أنَّ الإسلام هَدَمَومَحَا ما قبَلْهَ ُمِنْ مَوْرُوثات (الأعياد) و(المهرجانات).
* حِرْصُ السَّلَفِ الصَّالحِين على مُفارَقَةِ أعيادِ الكافِرين:
وهؤلاء سلفُنَا الصَّالح كان أحدُهُم يَتَحَرَّزُ من كُلِّ ما يُشْعِرُ بمشاركةٍ للمجوسِ وغيرِهِمْ من أنواعِ الكفَّارِ في تعظيمِ عيدهم ولَوْ عن غَيْرِ قَصْدٍ؛ روى أبو نعيم في «حلية الأولياء» (5/20) عن التَّابعيِّ الجليل طلحةَ بن مصرِّف - رحمه الله - قال: «إنِّي لأَكْرَهُ الخُرُوجَ يومَ النَّيْروز، إنِّي لأَرَاها شُعْبَةً من المجوسيَّة» اهـ.
هذا يقولُهُ في الخُروجِ في ذلكَ اليوم من غيرِ مشاركةٍ لهم، وليسَ في نِيَّتِهِ أن يَجْعَلَهُ عيدًا! فكيفَ لو فَرِحَ بذلكَ اليوم فرَحَهُمْ وخَرَجَ فيه للنُّزْهةِ واللَّعِب؟!
* أَثَرُ المخالطة بين المسلمين وغيرهم في الاحْتِفَالِ بأعياد الجاهليَّة:
فهؤلاء أهلُ الأندلس وكذا أهلُ المغرب، لمَّا حصلت المخالطةُ بين المسلمين وغيرهم من أهل الدِّيانات الأُخرى (كاليهود والنَّصارى) ممَّن يُساكِنُونهم في تلك الدِّيار، انعكست هذه العلاقات على الحياة اليومية للنَّاس، فتأثَّر بعضُهم بشعائر غيرهم مِنْ جَرَّاءِ الاختلاط بهم، فتَشَارَكُوا في الاحتفالات بالأعياد والمواسم وأصبح أهلُ الأندلس(الجَهَلَةُ من المسلمين) يحتفلون مع النَّصارى بأعيادهم؛ كعيد رأس السَّنة أو ما يُسَمَّى ليلة «ينّاير» الَّذي كان يُحْتَفَلُ به احتفالًا كبيرًا، سواء في المنازل أو في الشَّوارع، ممَّا جعل كثيرًا من أئمَّة الإسلام يُحذِّرُون عوامَّ المسلمين مِنْ تَقْلِيدِ غيرِهِمْ في أعيادهم وشعائرهم.
تايم فيور timeviewer تيم فيور timeviewer - meet experts