يا خالد.. قد أكرمك الله بالعناية بكتابه حفظاً وتعلماً، فأشغلت به نهارك، لما اشتغل غيرك بمتابعة قنوات ومباريات، وأسهرت به ليلك لما أسهر غيرك ليله بالغناء والموبقات..
فأعط القرآن حقه.. قال: وما حقه؟
قلت: انتبه أولاً أن تغفل عن العمل بالقرآن..
فاليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون، فالأولون تعلموا ولم يعملوا.. والآخرون عملوا ولم يتعلموا..
قال ابن عباس: رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه.. يقرأ (ألا لعنة الله على الفاسقين) وهو فاسق.. ويقرأ (فنجعل لعنة الله على الكاذبين) وهو كاذب..
ألا أخيَّ.. فاجعل للقرآن تأثيرأً عليك، واحفظ لسانك وبصرك وجوارحك.. فأنت من أهل الله وخاصته..
أريد كل من رآك.. أمك أبوك إخوانك زملاؤك مدرسوك، يعلم أن القرآن قد أدّبك، نعم أدّب نظراتك وكلماتك ومجالسك حتى صارت تختلف تماماً عن غيرك..
هل سمعت يوماً أمنا عائشة وهي تصف رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقول: كان خلقه القرآن، نعم، كان يقرأ (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) فيحسن إلى الكبير والصغير والغني والفقير، ويقرأ (يغضوا من أبصارهم) فيغض بصره.. فهلا صرت مثله..
خالد.. ومن حق القرآن عليك أن تتعاهد مراجعته، فهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها، وأبشر فإن أتقنته وأعطيته حقه، آنسك في قبرك، وجاء يوم القيامة شفيعاً لك، وقيل لك في الجنة اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا..
وأخيرا.. فكما تعلّمت فعلّم، فخيركم من تعلم القرآن وعلمه..\