العيّاب السبّاب بعيدً عن الصواب والثواب
العاقل الرشيد يحفظ لسانه ويقيد ألفاظه؛ فلا يجرح الأعراض , ولا يلتمس المعايب, ولا يفرح بالزلات,
بخلاف السيئ السبّاب العيّاب ؛ فهو مشغول بعثرات الناس وغلطاتهم ,
لا يعجبه أحد, ولا يثني على أحد , ولا يفرح بنجاح أحد, وحده هو المصيب,
ووحده هو البريء من المعايب, تجده مشغولاً بالقدح والجرح,
والسب والشتم, والاستهزاء والسخرية, فهو أما قادح في عالم
,أو ساب لكريم , أو شاتم لجماعة, أو مستهزئ بمؤسسة ,
أو ساخر من عمل, أو معترض على رأي, أو منتقد لكتاب
, أو جامع لخطاء , أو مكتشف لأغلاط, أو عاثر على أوهام,
ويظن- من ضعف بصيرته- انه ملهم مسدد مصيب ,
وهو مخذول ارعن , ومثل هذا لا يوفق في حياته ,
ولا يسدد في ارائه ,ولا يصيب في كلامه؛ لان من أوقف حياته على شتم الناس وسب العالم حقيقٌ ان يرتد عليه قوسه, ويقتل بسيفه
, ويُعامل من جنس فعله؛جزءاً وفاقاً, هذا في الدنيا,
أما في الآخر فان للناس أعراضاً يجب ان تُصان
, إلا ما استثنى الشرع , فمن تعرض لهذه الإعراض إثم ,
فويل لمن هانت عليه نفسُه حتى أهدى ثوابه للناس وبقي محروماً!
الشيخ / عائض القرني