.
وتقول " كأني لم أسمعها من الشيخ " بلى أنت سمعتها لكنك لم تكن مركزاً عليها , بل على مسائل أخرى !
ثمَّ تنتقل إلى الكتب المتوسطة في " النحو " وهو كتاب " قطر الندى " وللشيخ عبد الله الفوزان شرح جميلٌ عليه , وللشيخ عبد الرحمن السبيهن شرح مسموع , أو تأخذ الأزهرية لأنها أفضل ترتيباً .
وللأزهرية شرحٌ مسموعٌ لي سجَّلته , وإن كنتَ ممن يرغبُ في حفظ ِ المنظومات ِ فاحفظ الملحةَ للأديبِ الحريري , وهي منظومة في – 377- بيتاً وهي سهلة جداً , وأكثرها أمثلة فمن أبياتِها :
والحرفُ ما ليْستْ له علامهْ ** فقِسْ على قوليْ تكنْ علّامه .
ثمَّ تنْتقل إلى كتب الكبارِ في النحو , كالألفية , وهي أشهر من أن تعرِّف !!
قال محمدٌ هو ابنُ مالك ِ ** أحمدُ ربي الله َ خير ِ مالك .. ويقول كلامنا لفظٌ مفيدٌ كاستقِم ** واسمٌ وفعلٌ ثم حرفٌ الكلم ... ويقول : بالجرِّ والتنوين ِ والندا وأل ** ومسند ٍ للاسم تمييزٌ حصل ..
وهي من أسهل وأوضح المنظوماتِ التعلمية , ولي عليها محاضرة " ألفيةُ ابنُ مالك .. منهجها .. وأبرز شروحها " ( 2) . ولي علي " الألفية " شرح لم يكتملْ ومستمرٌ كلَّ يوم ِ أحد ٍ في جامع الراجحي بالرياض .
ومن أفضلْ شروحِها : شرحُ ابن عقيلٍ , الشرح المسير للدكتور عبد العزيز الحربي , وشرحٌ للأستاذ عبد الله الفوزان وهو شرحٌ متوسط ٌ وجميل .
سنرتبُ المعلومات مرةً ثانية ً , ونعيد دراستها ! فإن قلتَ لي ؟ كيف أكتشفُ الثغرات ؟
ج: من أفضلها : أن تقرأَ في كتبِ الإعرابِ , التي أعربت آيات ٍ قرآنية , ومن أفضلها كتب الشيخ محيي الدين عبد الحميد , فكان يعرب الشواهدَ الشّعْريَّة ,وقد حقق ( شرح القطر* أوضح المسالك* شرح ابن عقيل) فلو أخذتَ ( أوضح المسالك ) ستجد أنه أعرب كلًّ الأبيات , فاقرأها , فما تفهمه فليس عندك مشكلة ,وأما ما قلت فيه –حال -! وهو –تمييز-! فقفْ عندها , واسأل زملائك المتفوقين أو شيخك !!
ولعبده الراجحي وأحمد الخوام كتب إعرابات جيدة لأشعار أو لآيات ٍ وأحاديث .
ونلخص ما قلناه :
أنَّ دراسةَ النحو على أربعِ مراحل , فالآجرومية للمبتدئين , والقطر أو الملحة أو شذور الذهب أو الجمل للزجاجي للمتوسطين , والكافية أو الألفية أو المفصل للزمخشري للمتقدمين , والتسهيل لابن مالك , ومغنى اللبيب والتذييل والتكميل لابن حيان , وشرح المفصل لابن يعيش , وغيره للمنتهين .
ولا بدَّ أن يعتنيَ الطالبُ بطريقة ِ الإعراب, فأكثر كتبِ النحو لا تبيِّن منهجَ الإعراب , لأنه يُؤخذ من أفواه المشايخ , وكتبت رسالة صغيرة حاولت سد هذه الثغرة " الموطأ في الإعراب " في أركان الإعراب وهي ثلاثة , ومصطلحاتها.
هذا ما يتعلق بدراسة النحو , بسرعة ٍ شديدة ٍ .
والله تعالى أعلم , وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى أصحابه أجمعين .
///////
صدق-رحمه الله- فقد بدأنا قبل أشهرٍ بدراسةِ الفرائض , وما أن ِ انتهيْنا من أصحابِ الفروض , إلا وقد ظننا أن علم الفرائض انتهى , ولم نظنَّ أنه سهل هكذا ! لكن عند بدئنا بالتصحيح والمناسخات استشكل الأمرُ علينا , وأصبح الأمرُ صعباً ,
العلم الثاني
( التصريف+ الصرف )
والفرقُ بين النحو وبينَ التصريف , أن النحوَ يضبطُ آخر الكلمة , والتصريفَ يبحثُ في بنية الكلمة .
فهل تقول ُ ( محمدا ً أم محمدٌ أم محمد ٍ ) ( هؤلاءَ أم هؤلاءُ أم هؤلاء ِ ) هذا هو النحو.
أما الصرف فيبحثُ في بنية الكلمةِ أي ( على الحروف الداخلية ) فهل تقولُ محمَّد ؟ أم محمِّد ؟ والفرق بينهما أن محمِّد اسم فاعل من " حمَّد يحمِّد فهو محمِّد " ومحمَّد اسم مفعولٍ من " حمّد يحمَّد " ...
وهل نقول " مبارَك أم مبروك " ؟ فـ " مبارك " من بارك يبارك , أما " مبروك " من برك يبرُك .
ودراسةُ الصَّرفِ على مراحل :
1_فالمبتدؤون : " التصريف العزي " لعز الدين الزنجاني –السادس- وشرحُه للجرجاني أو للتفززاني.
2_ وللمتوسطين : " شذا العرف في فن الصرف " لأحمد الحملاوي وهو مشهور لأنه مقرر في الجامعات .
والعَرف " الرائحة الطيِّبةُ " ...
3_ وللكبار : " الشافية في التصريف " لابن الحاجب , أو قسم التصريف في ألفية ابن مالك وكلاهما –السابع-
4_ للمنتهين : " الممتع في التصريف " لابن عصفور –السابع- " شرح المروكي في التصريف" –السابع-
وهذه أهم كتب التصريف ...
ولا يحتاجُ التصريف إلى كلام ٍ أكثر من ذلك , ويدرس بعد النحو , لأن الخطأ في البنية , أقل خطئاً من آخر الكلمة ..
ومن العلوم " متن اللغة " .
وهي المعجمات التي تجمعُ لغةَ العرب ِ , وتبيِّن معانيَها , ودراستها مهمة جدة للثراء اللغوي , من حيث الكلماتُ والأساليب , فبعض الطلاب , لا يخرجُ كلامُه عن كلماتٍ محدودة , فلا يكونون خطباء , ولا أدباء .
ومن المهمِّ لطالبِ العلم ِ أن يُثريَ كلماتِه , ويخزِّنها عندَه , ويتكلمُ بها , في الخطب وفي غير ذلك .
فبعض الناسِ إذا تكلِّم لا تحبُّ أنْ يسكتَ من جمال ِ كلامِه , ويستطيعُ أنْ يقنعَ , وبعض الناس لا تستطيعُ أن تُتْبتَ أن الحقَّ معه إلا تكلم بفصاحة ..
وهي على مراحل :
1_ للمبتدأين : " كفاية المتحفظ ونهايةُ المتلفظ " لأبي إسحاقَ الأجدادي –الخامس- وهو كتيِّبٌ صغير , يجمع أهم الكلماتِ التي يحتاجها المتكلم , في التعبير عن الكرم , والشكر , واتساعِ الأمر وضيقه , واختلاط ِ الناس.
2_ للمتوسطين : " الفصيح " لثعلب –الثالث- وللفصيح نظم " موطأة الفصيح " لابن المرحَّل , وقد طبع .
ونقل الناظم الكتاب كما هو إلى النظم .
3_ الكبار : " تاجُ اللغة ِ وصحاحُ العربية " لأبي نصر الجوهري- الرابع- ويقال فيه " الصَّحاح " والصِّحاح"
وهو بمنزلة " صحيح البخاري " عند أهل اللغة .. فهو أصحها وأوثقها , وليس متوسعاً , ويجمعُ أهم الكلمات ِ وأصح ما قيلَ في معانيها , والقراءةُ فيه تفيد الطالبَ كثيراً .
ومن العلوم " علمُ فقه اللغة ِ "
ولم يُستعمل هذا المصطلح إلا في العصور ِ المتأخرة , وإن استعمل من قبل , والمراد بـ " علم فقه اللغة " فالكلام عن نشأة اللغة " فهل هي توقيفية من الله أم اصطلحَ عليها العرب ؟" ِ والظواهر العامة في اللغة
( الترادف , التضاد , الاشتراك , النحت فهذه ظاهرة في اللغة , الاشتقاق " وموازنة ِ اللغة العربية بغيرها من اللغات ( فتخص العربية أنها متشقة ) .
فكثيرٌ من اللغات الأوربية تعتمد على الارتجال , فإذا اخترعوا شيئاً جديدا ً , فيجلسون , ويأتون بحروف جديدة ليس لها أم ولا أب !! فحتى المتخصصون في اللغاتِ يجهلونها !
لكن الارتجال في اللغة ِ العربية ممنوع ! لكنك تستطيع أن تأتي بالنحت , أو الاشتقاق , فإذا اخترعتَ شيئا ً جديدا يتصل به الناس وهو " الهاتف " فاشتقاقها – هتَفَ – أي نادى البعيد , وهاتِف فاعل , ولو أتيتَ بأهلِ الجاهليةِ وقلت " هاتف " لفهموها ..
فتجدُ الواحدُ منا يفهم معلَّقة َ امرئ القيس قبل أكثر من " 1400 " سنة , ولكن تجد في غير لغتنا أن الكلمة تتبدل وتتغير , لكن اللغة العربية ثابتة , لكن يمكن أن تأتي معان ٍ جديدة .
ونفهم القرآن كما فهمه عصرُ الجاهليَّة, لأنها حفظت بأصواتها ومعانيها وأساليبها , ونتفنن بها , حفاظا ً على دين الإسلام .
ومن أشهره الكتب في " فقه اللغة " :
1_ كتاب " الصاحبـيي " لابن فارس – الرابع-!
2_ كتاب " المزهر علوم اللغة وأنواعها " للسيوطي –العاشر-!
ومن المعاصرة –وهي كثيرة-:
فقه اللغة لصبحي الصالح ...
ومن علوم اللغة ( علم العروض والقوافي ) .
ويحتصُّ بالشعر , والعروض : الذي يدرس كون الأبيات كلها على نسق ٍ صوتيٍّ واحد ٍ ,فعجز البيت وصدره على نسف واحد من حيثُ التحرُّك والسكون , بحيثُ يكون أجمل في السماع .
وهي ستة عشرَ بحرا ً .
وعلم " القافية " يدرس أحكام أواخر الأبيات , بحيث ينتهي بحرفٍ واحدٍ , وما يتعلق بما قبل الأخير .
والبحور نظمها كثيرون من أشهرها ( صفيُّ الدين الحلي ) فنظم كلَّ بحر ببيت
ومن ذلك ( الطويل) فقال :
طويلُ له دون البحورِ فضائلُ ** فعولُ مفاعيلٌ فعولٌ مفاعلُ ..
كمعلَّقة ِ امرئ القيس ..
ومن ذلك ( البسيط ) :
إن البسيطَ لديه ِيُبْسَط له الأملُ ** مستفعلنْ فعلن مستفعلن فعلُ
كقصيدة زهير :
( بانتْ سعادُ فقلبي اليومَ متبولُ ** مستفعلنْ فعلن مستفعلن فعلُ )
ومن ذلك ( الكامل ) :
كمُل الجَمَالُ من البحورِ الكاملُ ** متفاعلنْ متفاعلنْ متفاعلُ
كقصيدة :
( هل غادر الشعراءُ من متردِّم ٍ ** متْفاعلٌ متفاعلٌ متفاعل
أم هل عرفتِ الدارَ بعد توهم ٍ ** متْفاعلٌ متفاعلٌ متفاعلُ )
نفسُ النسق الصوتي .
وفيهما كتبٌ كثيرة :
1_ فللمبتدأين : ( أهدى سبيل إلى علمَيْ –العروض القافية- الخليل ) لمحمود مصطفى,وهو سهل واضح
وكذلك كتاب" ميزان الشعر " لأحمد الهاشمي
2_ وللمتوسطين : ( الكافي في العروض والقوافي ) لأبي زكرياالخطيب التبريزي
3_ وللمتنهين ( الكافيةُ الشافيةُ في علمي العروض والقافية ) للصباب .
ونكونُ قد انتهينا من الكلام على خمس علوم ( النحو * التصريف* متن اللغة * فقه اللغة * العروض والقافية) يبقى البلاغة والأدب ..
ومن العلوم ( البلاغة ) :
وهي من علوم التفصيح وهي دراسةُ ما يرفع من بلاغة ِ المتكلم وفصاحته , من حيث بلاغة الكلماتُ المفردة والجمل .
وتنقسم ثلاثة أقسام :
1_ البيان –التشبيهات والمجازات –
2_ المعاني – ودقتها وبلاغتها وما يخالف ذلك -!
3_ البديع - بلاغةُ اللفظية من حيث الجِناس وهو التشابه في اللفظ مع اختلافِ المعنى-
وهي على مراحل :
1_ فللمبتدئين , " البلاغة الواضحة " لعلي جارم ومصطفى أمين , وهو كتاب حديث
2_ وللمتوسطين , " الإيضاح " أو " تلخيصُ المفتاح " وكلاهما لجلال الدين القُزويني –الثامن-!
وكتاب " تلخيص المفتاح " نظمه الإمام السيوطي في " عقود الجمان والمعاني والبيان " ..الجميلة جداً جدا ً
ومن الكتب المتأخرة الجميلة جدا ً جدا ً " البلاغةُ فنونها وأفنانها " لفضل عباس (1) وهو من أفضل من تكلم عن علوم البلاغة , إذ شرحها وطبقها في جزأين .
وتقتربُ " البلاغةُ "النحو كونها قواعد , فتضبط النقد , فعندما تدرس " تلخيص المفتاح " ستجد أن الأبواب فيها قواعد وأمثلة موضحة لهذه الأمور , أما تطبيقها فإنه يأتي في علم الأدب وهو العلم الأخير , وقد نتوسع فيه شيئا ً ما , لأنه من أجمل علوم ِ اللغة , وأهمها التي يحتاجُ إليها طالب العلم .