يقول الباحث والمؤرخ المصري عمر أحمد محمود تركي
قضى شيخ العرب همام السنوات الأخيرة
من عمره في إجراء المصالحات بين القبائل المتناحرة وإنهاء الخصومات الثأرية وإستشهد المؤرخ المصري بوثيقة تاريخية بحوزته تسجل حضور شيخ العرب مصالحة ثأرية بين قبلتين في إسنا سنة 1173 هجرية حيث جاء في الوثيقة إن المصالحة تمت بحضور العبد الأجل المحترم الجليل المكرم حضرة شيخ العرب همام يوسف ..
وأبدى الباحث والمؤرخ المصري عمر أحمد محمود تركي تخوفه من أن يتضمن المسلسل الذي يحمل اسم شيخ العرب همام مشاهد تصور شيخ العرب جبارا متكبرا ظالما غليظ القلب على عكس الحقيقة حيث كان شيخ العرب همام جوادا كريما رقيق القلب تفتح موائده العامرة من صلاة الفجر وحتى منتصف الليل كما كان محبا للسلم والسلام ويتحلى بأخلاق الفرسان .
فيما اشار عبد الحكم عبد ربه وكيل وزارة الثقافة بالأقصر وهو احد أبناء المطاعنة بأسنا أن شيخ العرب همام كانت تُروى
عنه عشرات القصص والحكايات عن قوته التي كان يستخدمها في رد الظالم عن ظلمه ويضيف عبد ربه أن شيخ العرب همام قد وصل إلى اصفون وقرى
المطاعنة في إسنا بعد هزيمته على يد على بك الكبير في أسيوط حيث اخذ في التقهقر للجنوب حتى وصل إلى أصفون التي ناصرته وتضامنت معه وأحبته وبقى بها حتى وفاته عام حيث عرف بين أهل تلك القرى باسم عظيم بلاد الصعيد .
اصبح شيخ العرب همام الحاكم الفعلي للصعيد بتزعمه لعرب الهوارة والصعيد
واستطاع شيخ العرب همام لما تمتعت به شخصيته من ذكاء وطموح ان ينشيء الصلات الواسعة المتعددة الجوانب مع حكام مصر وعلماءها
ومع الدولة العثمانية نفسها وكان يطلب منها ما يريد مباشرة مجدداً ما كان من طيب العلاقات بين اجداده وبين الدولة العثمانية
مما اثار عليه غيرة بكوات القاهرة مثل علي بك الكبير ...
القاهرة القديمة
وقد لعب شيخ العرب همام دوراً هاماً في حياة الصعيد بل وفي حياة مصر كلها في النصف الاول من القرن الثامن عشر الميلادي ونحو عشرين عاماً من النصف الثاني منه ..
يقول رفاعة رافع الطهطاوي بعد زيارته إلى فرنسا واطلاعه على نظام الحكم هناك وتفاصيل انتقال السلطة والحكم فعقد مقارنة بسيطة بين النظام
الجمهوري والمشروع السياسي للشيخ همام حين وصفه في كتاب تخليص الابريز في تلخيص باريز قائلا: ولما كانت الرعية لا تصلح أن تكون حاكمة ومحكومة وجب أن توكل عنها من تختاره منها للحكم وهذا هو مثل مصر في زمن حكم الهمامية فكانت إمارة الصعيد جمهورية التزامية.
وتعاطف بعض المفكرين مع الحركة التي قادها الأميرشيخ العرب همام في الصعيد ومحاولته الاستقلال بحكم الصعيد وعلى رأس هؤلاء المفكر لويس عوض الذي
ذكر في كتابه تاريخ الفكر المصري الحديث واصفا ما قام به شيخ العرب همام بأنه كان ثورة كانت لها أهداف وطنية واجتماعية أما الهدف الوطني الأول فكان استخلاص مصر من أيدي المماليك وأما الهدف الاجتماعي الأول فكان تمليك الأرض للمصريين وتوزيعها على الفلاحين.
احدي الوثائق التاريخية لشيخ العرب همام
وفي عام 1769 وفد إلى مصر الرحالة الاسكتلندي جيمس بروس وسجل في كتابه (رحلات لاكتشاف منابع النيل) تفاصيل لقائه بشيخ العرب همام بن يوسف في مدينة فرشوط حيث ذكر عنه أنه كان طويلا وضخما و وسيما وفي
الستين من عمره وأنه استقبله بأدب شديد وسأله عن ما يحدث في القاهرة أكثر من سؤاله عن أي مكان آخر. حيث كان هذا اللقاء في فترة صراع همام مع علي بك الكبير وهو نفس العام الذي توفي فيه شيخ العرب همام.
اقام شيخ العرب همام نظاماً وحكماً إدارياً دقيقاً لتنظيم بلاد الصعيد وشئون اراضيه والعاملين فيها
وكان لديه دواوين تضم جيشاً من الكتبة ومعظمهم من النصاري لمهاراتهم في الشئون الحسابية وكان هؤلاء يعملون في دأب متواصل
آناء الليل واطراف النهار لانجاز حسابات شيخ العرب همام الواسعة ...
وكان شيخ العرب همام يباشر كل اعمال موظفيه يراجع حساباتهم ويمليهم اوامره وتعليماته ومكاتباته ومن تلك ما يتعلق بمنازعات ابناء المنطقة سواءا كانت مدنية او جنائية او متعلقة بشئون الزراعة ....
احد المحاضر التي كانت تكتب في المنازعات
ترتب علي كل ما سبق من علو مكانة شيخ العرب همام ورياسته علي الصعيد بكامله وعلاقته الوطيدة بالدولة العثمانية ( الباب العالي )
حنق امراء المماليك وحقدهم علي شيخ العرب همام
وبدا الصراع المريريُترجم الي