" الصمد "
ذكر هذا الاسم في القرآن الكريم في موضع واحد في سورة الإخلاص : { اللهُ الصَّمَدُ }
كما ذكر في السنة النبوية في غير ما حديث عن النبي صلى الله عليه و سلم
منها حديث الاسم الأعظم, عندما سمع النبي صلى الله عليه و سلم رجلا يدعو وهو يقول : " اللهم إني أسألك بأني اشهد أنك أنت الله, لا إله إلا أنت, الأحد الصمد, الذي لم يلد و لم يولد, و لم يكن له كفوا أحد "
فقال الرسول صلى الله عليه و سلم : " والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم, الذي إذا دُعي به أجاب, و إذا سُئل به أعطى " _ أخرجه أحمد و أبو داوود و الترمذي و غيرهم
" الصمد " الرب, المالك, المُدبّر؛ فهو مالك الأشياء, ومُدَبِّرها و ربها
" الصمد " السيد الذي يتوجه إليه الناس بحاجاتهم, ويقصدونه في أمورهم, أي : يصمدون و يتوجهون إليه في أمورهم
" الصمد " الكامل. أي : أن لله سبحانه و تعالى من الأسماء و الصفات أكملها و أوفاها, فلا يعتري أسماءه و صفاته نقص بوجه من الوجوه
ولذلك قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير معناه : " السيد الذي قد كمُل في سؤدده, و الشريف الذي قد كمُل في شرفه, و العظيم الذي قد كمُل في عظمته, والحليم الذي قد كمُل في حلمه, والغني الذي قد كمُل في غناه, والجبار الذي قد كمُل في جبروته, و العالم الذي قد كمُل في علمه, و الحكيم الذي قد كمُل في حكمته, وهو الذي قد كمُل في أنواع الشرف و السؤدد, وهو الله سبحانه, هذه صفته, لا تنبغي إلا له "
" الصمد " الغني الذي لا يحتاج إلى أحد, و يحتاج إليه كل أحد
" الصمد " له من الكمال في صفاته و أسمائه و المجد و العظمه مالا تحدُّه اللغات ولا تحيط به العقول
* في قوله تعالى { الله الصمد } معانيٍ و أسرار ,, نذكر منها :
أولا : أن العبد اذا كان يؤمن بأن لله الغنى التام, و بيده كل شيء, والأمر إليه, وهو السيد الذي يُقصد في الحاجات, كان لجوؤه و افتقاره إليه وحده
ولذلك قال ابن العباس رضي الله عنهما : كنت خلف رسول الله صلى الله عله و سلم يوما فقال : " يا غلام إني أعلمك كلمات, احفظ الله يحفظك, احفظ الله تجده تجاهك, إذا سألت فاسأل الله, وإذا استعنت فاستعن بالله, واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك, و إن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك, رفعت الأقلام وجفت الصحف " _ حديث حسن صحيح رواه أحمد و الترمذي وغيرهما
ثانيا : أن الايمان بأسماء الله الحسنى ليس مجرد ترديد باللسان, أو كلام يقوله الإنسان, وإنما يتحول منهجا يُسيّر حياة المرء, و يوجهها الوجهة السليمة, ويغرس في المؤمن العزة و الأنفة و الاستغناء
ثالثا : أن الانسان إذا ألمّت به مُلمّة, أو نزلت به نازلة, أو حلت عليه مصيبة, فتوجه بقلبه إلى ربه تبارك و تعالى, و هتف بلسانه من قلب صادق, و قال : يا صمد! يا صمد! يا صمد! عندها سيكون لهذا النداء و الاستغاثة بالله عز وجل يقين في القلب, و رضى بالله, و ثقة بوعد الله سبحانه و تعالى يدعونا إلى أن نسأله, و نتوجه إليه, ونبتهل إلى جلاله و عظمته