ويقول الدكتور بسام عليق: إن الوصفات الطبية التي دوَّنها ابن البيطار في كتبه أثبتت نجاحاً عظيماً في الشرق والغرب، واعتمدت كأساس لعلم العقاقير، وكتابه (الجامع) كان قد استعمل في تكوين أول صيدلية إنجليزية أعدتها كلية الطب في عهد جيمس الأول. (الدكتور بسام عليق، بيروت، موقع: "باب المقال").
وليس هذا مقتصرا على ابن البيطار فحسب، فإن إنتاج ابن الرومية في علم النبات جعل «ماير هوف» يندهش منه ويعجب به، وينوه عنه بكل صراحة أنه من النادر بل من الصعب جدا على أي متخصص بعلم النبات أن ينتج مثل كتابه "الرحلة النباتية" لابن الرومية، الذي كان يشتمل على معلومات كثيرة، وإحاطة واسعة لمعرفة أسماء النبات وفوائدها الطبية والغذائية، واعتبره من فطاحل علماء العصر الوسيط. ( موقع العالم الإسلامي).
وإلى جانب هذا فقد نقل المسلمون إلى أوروبا أنواعًا مختلفة من النباتات، خاصة إلى صقلية والأندلس، فأدخلوا فيها لأول مرة زراعة الزعفران والعنب والأرز والمشمش والبطيخ، والورد والياسمين، ومن مصر جُلِبَ الفول والبصل، ومن الصين جُلب التوت والفجل، ومن الهند الخيار والتوابل، وظلت حدائق الرصافة والزهراء والزاهرة وطليطلة وأشبيلية باقية مدة من الزمن تشهد بعلو همة المسلمين وبراعتهم في المجال الزراعي، ونبوغهم في تنظيم وسائل الري والصرف وتوزيع المياه. (موقع: "الموسوعة العربية الإسلامية")
تعليق المنصفين من الغربيين على إنجاز المسلمين في علم النبات
وعلى الرغم من الهجمة الوحشية التي يشنها كثير ممن لا يروق لهم تقدم المسلمين في أي مجال، إلا أن عدداً من المنصفين في الغرب لا زالوا يذكرون الحقائق ويؤكدون على أستاذية العرب والمسلمين في كل المجالات بما فيها مجال علم النبات، وكان تعليقهم على النحو التالي:
- يقول (فيليب حتَّى) في كتابه (تاريخ العرب): "تقدمت الزراعة كثيرا (عند المسلمين) كما تقدمت وسائل الري كذلك، وتعتبر رسالة "كتاب الفلاحة" لأبي زكريا يحي بن محمد العوَّام من أهم المؤلفات في هذا الموضوع في العصور الوسطى، شرح فيها مئات الأنواع من النباتات، وطرق زراعتها، ويحتوي على دراسات جديدة في التطعيم، وخصال التربة، والسماد ووصف الأرض، وطرق علاجها..". (معالم الحضارة في الإسلام وأثرها في النهضة الأوربية، عبد الله ناصح علوان، ص72).
- وهذا ماكس مايرهوف يصف ابن البيطار فيقول: "إنه أعظم كاتب عربي خُلِّد في علم النبات". (موقع: "باب المقال").
- ويصف جورج سارتون كتاب (الجامع في الأدوية المفردة) قائلاً: إنه خير ما ألف في هذا الموضوع في القرون الوسطى، بل إنه لأضخم نتاج من نوعه منذ ديسقوريدس حتى منتصف القرن السادس عشر. (موقع: "جسد الثقافة").
- وتدلي أيضا الباحثة الألمانية زيجفريد هونكه بدلوها فتقول: إن ابن البيطار من أعظم عباقرة العرب في علم النبات، فقد حوى كتابه الجامع كل علوم عصره، وكان تحفة رائعة تنم عن عقل علمي حي، إذ لم يكتفِ بتمحيص ودَرْس وتدقيق 150 مرجعا من سالفيه الذين اعتمد عليهم في بحوثه، بل انطلق يجوب العالم بحثاً عن النباتات الطبية فيراها بنفسه ويتيقن منها، ويجري تجاربه عليها إلى أن وصل به الأمر ليبتكر 300 دواءٍ جديدٍ من أصل 1400 دواء التي تضمنها كتابه مع ذكر أسمائه، وطرق استعماله، وما قد ينوب عنها، كل هذه عبارة عن شواهد تعرّفنا تماماً كيف كان يعمل رأس هذا الرجل العبقري. (انظر: شمس العرب تسطع على الغرب، زيجفريد هونكه، ص322، 323).
- ونختم برينالدي الذي يقول: " إن العرب أعطوا من النبات مواد كثير ة للطب والصيدلة، وانتقلت إلى الأوربيين من الشرق أعشاب ونباتات طبية وعطور كثيرة كالزعفران والكافور.." (انظر: محمد الصادق عفيفي، تطور الفكر العلمي عند المسلمين، ص220).
♥ ارجو ان تستفيدو من المعلومات ♥
اخوكم ابراهيم حمادنه
علوم نبات